في الإنسان، يعتبر الهيكل العظمي هو دعامة الجسم التي بنيت فوقها أجزاء الجسم الأخرى؛ حيث يتكوّن الهيكل العظمي من العديد من العظام المترابطة فيما بينها من خلال المفاصل. قبل أن يولد الإنسان تكون العظمة أقرب إلى الغضروف منها إلى العظمة، والغضروف كما هو معروف نسيج متين متماسك إلا أنّه ألين شيئاً قليلاً وأدوم عمراً، وكلّما نما الطفل وكبر أخذت أملاح الكالسيوم بالترسب شيئاً فشيئاً على الغضروف لتصير نسيجاً عظمياً صلباً ومتماسكاً.
تتكوّن العظام الطويلة من أجزاء رفيعة وطويلة أيضاً تسمى بجسم العظم، بالإضافة إلى نهايتين تشكلان معاً رأس العظمة، أمّا سطح العظام فيغطي ما يُعرف بالسمحاق، والسمحاق غشاء متين يتضمن الكثير من الأوعية الدموية التي تعطيه لونه الوردي؛ فالنسيج العظمي شأنه كشأن باقي أنواع النسيج في الإنسان بحاجة ماسة إلى أن يتزوّد بالدماء. إلى الأسفل من ذلك الجلد المحيط بالعظم، هناك قشرة صلبة تتشابه مع العاج؛ حيث يزداد سمكها كلّما اقتربنا من منتصف العظم أمّا العظم في داخل القشرة فهو ذو تركيب إسفنجي.
يحتوي العظم في داخله على النخاع الأحمر، أمّا النسبة الأعظم من العظم الإسفنجي فتتواجد عند النهايات العظمية، هذا وتتكوّن أعداد مأهولة من الكريات الحمراء في النخاع الأحمر العظمي السابق. هناك العديد من العظام الهامة في جسم الإنسان والتي تتواجد فيه من رأسه إلى قدميه، ولعلَّ أشهر هذه العظام عظم الكعبرة.
عظم الكعبرة Radiusعظم الكعبرة هو عظم يمتاز بالطول، ويقع في منطقة الساعد؛ حيث تصل الكعبرة بين كلٍّ من المرفق، وبين الرسغ، وتقع الكعبرة إلى الجهة اليسرى من عظمة الزند. هذا ويمرّ ما يُعرف بالعصب الكعبري من خلال القناة الكعبريّة إلى جانب أعصاب العضد العميقة. هناك من عرّف الكعبرة تعريفاً آخر بأنّه ثاني العظمتين الكبيرتين في منطقة الساعد؛ حيث تمتدّ الكعبرة حسب هذا التعريف من منطقة الكوع إلى جانب الإبهام، حيث يتوازى عظم الكعبرة مع الزند. عظمة الكعبرة عظمة منشورية الشكل، ومنحنية.
اشتقت الكعبرة اسمها Radius من اللغة اللاتينية نسبة إلى راي، حيث يمكن اعتبار هذه العظمة على أنها شعاع، حيث تدور هذه العظمة حول المحور الممتد بشكل قطري من مركز الرأس إلى الزند البعيد، أمّا الزند فهو المساهم في الكوع بشكل رئيسي، في حين تساهم الكعبرة في المفصل المُسمّى بالرسغ.
قد تتعرّض الكعبرة إلى الكسور في العديد من مناطقها منها العنق، والجدل، والنهاية السفلية، وقد تؤدّي هذه الإصابات إلى إصابات في العصب الكعبري، مما يؤدي إلى ما يُعرف بتدلّي الرسغ، وقد تحدث هذه الكسور لدى النساء الكبيرات في السن، وهذا الكسر يُعرف باسم كسر كولز.
المقالات المتعلقة بأين تقع عظمة الكعبرة في جسم الإنسان